عبد العال : المفاوضات مسلسل فاشل وممل وقاتل

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]إنها الأسطورة الباقية التي اخذتنا معها عشقا وشغفا، والذكرى التي تستعيدنا إليها نُبلاً وجمالاً مثل أيقونة نيسان، حين تشتعل كزهر الأرض برقوقا، تنفجر كتلة لهب، لتظل تلك النار الخالدة التي لاتنطفئ فينا ولا تصير يوما رمادا، إنها سناء محيدلي .... بهذه الكلمات استهل الرفيق مروان عبد العال مسؤول الجبهة الشعبية في لبنان كلمته في مهرجان تكريم الشهيدة سناء محيدلي وذلك في 11/4/2014 على مسرح بابل في بيروت، في احتفال للحزب السوري القومي الاجتماعي للمناسبة، حيث ألقيت خلال المهرجان كلمات: لحزب الله " قدمها الحاج غالب أبو زينب " وكلمة لحركة أمل " قدمهاالشيخ حسن المصري، "وكلمة" المرابطون " قدمها العميد مصطفى حمدان، " وكلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي " قدمها وائل حسنية "، كما تخلل المهرجان إلقاء قصائد للشاعر سليم علاء الدين . وخلال كلمته حيّا الرفيق مروان الشهيدة سناء محيدلي التي أشهرت قلبها عشقا ولهبا وسلاحا، لتمنح برقوق الجنوب لونه وعطره، وهي تطرق بوابة فلسطين وتستقر في مسام الروح، لتجدد الفكرة والذكرى والحلم، لتخط لنا معنى الدرس و بلون الدم، لأنه الفصل الأغلى، والكتاب الأنبل، واالموقف الأعز. وقال:" إن الشهادة تعني حرية الاختيار الواعي لشهوة الولادة، فيسير الشهداء وتبقى الطريق، وعندما لا ننسى الشهداء ، يعني أننا لا نغادر الطريق، وحين ننظر في عيون الشهداء، سنعلم كم يذكرون من غادر الطريق ومن بقي، ومن غدرهم ومن تمسك بالوفاء ، ولا ينسون أبدا كل الذين يتبعون خطاهم، وآثارهم وأحلامهم على خط الواجب والغاية النبيلة ". وأضاف: من أجل فلسطين، تُوجز الحرية، وتُختصر الكرامة، فهي معنى النهضة والتقدم و قيامة الأمة، ومن دونها لا السلام يحفظ معناه، ولا حرية تأخذ مداها، ويبقى الجمال غريبا عن وجه هذا الشرق حتى لا تظل عنوان القهر وشكل القبح والظلم في العالم. سالت دماء الشهداء وخطت سناء على درب القسام، وسعيد العاص إلى آخر شهيد يحفظ معنى فلسطين ويجيب عن سؤال الحرية والكرامة والتحرر..، وقد علمنا درس النضال الصادق والأصيل. وتابع: إن العدو يمتلك أشكالاً خادعة للقتل، فعلاقة الإمبريالة بإسرائيل لم تتغيير طبيعتها الوظيفية، ولكن الذي اختلف بالمعنى التكتيكي أنها صارت أكثر ابتكارا وتشابكا، واختلت الأدوات وتوزعت، وصارت الأقدام السودا مهما رفعت من يافطات دينية، أو أيدولوجية أو فكرية، و الأهم أنها تخدم مصالح "إسرائيل" عبر تمزيق نسيج الأمة والهوية، وتدمير الأحلام ، عبر ما يجري في أكثر من عاصمة عربية، والمسألة الأهم حرصها على أن يكون الصهيوني هو الحارس والراعي للمنطقة في ظل أمة ممزقة ، وما نموذج التكفير المتفشي كحصاد للخيبات العربية الأخيرة، إلا واحدا من هذه الأسلحة الجديدة القديمة، لحماية الهيمنة والسيطرة الإمبريالية على المنطقة، وخلال كلمته أدان الرفيق مروان عبد العال ما أسماه بالطبعة الأخيرة للتسوية الكالحة والوقحة، التي تؤكد أن الولايات المتحدة وإسرائيل وجهان لمشروع عدواني واحد، وتكشف عمق العجز العربي، فاضحا الكذب الأمريكي بالحديث عن الحرية في مكان، ودعمها للاحتلال والعنصرية في فلسطين، وأنه لا يوجد عاقل يمكنه تذوق طبخة سامة، ولا يلغي نفسه ، حتى إن أي مسمى مطروحاً، كل واحد منها ينسف الأساس التاريخي للمشروع الوطني، كالاعتراف بالدولة اليهودية والانتقاص من السيادة على القدس، و اللعب بمصير اللاجئين الذين هم أصل الصراع، وكما طالب القيادة الفلسطينية بعدم الاكتفاء بقول لا.. وإن قولها "لا "..يرتب عليها مسؤوليات حماية هذه اللا .. وأن تواجه الضغوط والتهديدات بصمود، والأهم أن تثق بقدرة الشعب على المقاومة، وعدم الاستهانة بمقدرات الأمة ، ولو أنها حلت سر مضاعفة القوة الذي يكمن في وجود إستراتيجية للتحرير، وبنى موثوقة ووحدة صلبة، كي تتحول إلى قوة فعل وهذا الأهم. وتحدث عن اجتماع الوزراء، قائلاً: إن اجتماع الوزراء العرب يعبر عن حالة متدنية ونمطية يعيشها الواقع العربي ما قبل وما بعد ، لأن دعمها للمفاوضات هو دعم لمسلسل فاشل وقاتل في الوقت نفسه ، متسائلاً عن إدراك الجميع في ظل التقاعس العربي والعجز والتمسك بالمفاوضات كخيار استراتيجي، حول ضياع الأرض التي زرعت بالاستيطان والتهويد والجدارات وغيرها، كما أشار في كلمته إلى واقع المخيمات في لبنان ، بقوله : إن كل محاولات النيل من المخيم تستهدف الاستقرار والسلم الأهلي، وأيضا تهدف إلى قتل الشاهد على النكبة، وشطب الهوية والقضية، وحق العودة عبر ضرب المطالب بهذا الحق، وعلى الجميع أن يدرك أن المخيم كان وسيبقى عنوان مقاومة، وقلعة ذكريات، وأبراجاً للحلم الذي لن يسقط، ووحدهم القتلة من يخدمون العدو، لأنهم مهما كانت يافطاتهم، فمسعاهم تدمير القلاع من داخلها، ولكن بالقرار السياسي السليم والصحيح والوطني الحريص على ترسيخ العلاقات الأخوية المبنية على الانسجام المتناغم بين الحقوق والواجبات، تكون السياسة الكفيلة بحماية الوجود الفلسطيني كنبراس لبقاء القضية. وختم بالتأكيد على أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تتمسك بالمقاومة روحا وممارسة، لأنه من خلالها ندخل العصر، ونصنع التاريخ، حتى لا نخرج منه أو نكون لعبة صغيرة بيده، والجبهة الشعبية مستمرة على خط الشهداء والأسرى والجرحى والنضال الوطني والقومي، واثقة من شعبها وأمتها في الوصول للغاية [/JUSTIFY]