فلسطيني يبحث عن وطن يستقبله بعد 25 عاما في السجون اليونانية والامريكية
08 أغسطس 2018

[JUSTIFY] فيما تواصل السلطات الامريكية اعتقاله رغم انتهاء محكوميته، بسبب عدم وجود دولة تستقبله، بعد ان رفضت سلطات الاحتلال الاسرائيلي السماح له بالعودة لفلسطين، ناشدت عائلة الاسير راشد الزغاري الدول العربية باستقباله على اراضيها للعيش هناك ما تبقى من عمره بعد ان بلغ سن 66 عاما. وبعد ان قضى الزغاري 25 عاما قابعا في سجون الولايات المتحدة الامريكية والسجون اليونانية لم يجد اي دولة، عربية كانت ام اجنبية، تسمح له بدخول اراضيها بعدما رفضت سلطات الاحتلال الاسرائيلي السماح له بالعودة الى مسقط رأسه، فيما ترفض السلطات الامريكية اطلاق سراحه بعد ان انهى مدة محكوميته قبل الحصول على تعهد من اي دولة يقضي بالسماح له بدخول اراضيها. وفي ظل رفض الاحتلال السماح له بالعودة لفلسطين واصرار السلطات الامريكية على مواصلة احتجازه لحين موافقة دولة ما على استضافته، ليرحل من سجنه مباشرة لتك الدولة المنتظرة ناشدت عائلة الأسير الزغاري الاحد الدول العربية والسلطة الفلسطينية العمل على انهاء معاناته وتوفير اي ضمانات تكفل تحرره من الاسر وتمضية ما تبقى من سنوات عمره برفقه ولديه وزوجته الذين لم يتمكن من رؤيتهم منذ اعتقاله قبل 25 عاما. وكانت السلطات اليونانية اعتقلت الزغاري عام 1988، حيث حكمت عليه بالسجن 18 عاما، وذلك قبل الافراج عنه بعد 9 سنوات من الاعتقال لحسن سلوكه ومن ثم تم ترحيله في اواخر عام 1996 إلى مصر التي قامت باعتقاله وتسليمه إلى الولايات المتحدة الامريكية بعد اتهامه بالتورط في حادث تفجير استهدف مصالح امريكية. وحسب عائلة الاسير الزغاري التي تسكن في قرية جورة الشمعة جنوب بيت لحم وسط الضفة الغربية، فان ابنها الذي بات يتقن 5 لغات مازال محتجزا في أحد محطات الانتظار التابعة لسلطات الهجرة الامريكية في نيويورك بعد أن تم نقله من سجن ولاية بنلسفانيا، وذلك في انتظار موافقة اي دولة على استقباله في أراضيها، بعد أن رفضت دولة الاحتلال طلبا كانت تقدمت به السلطة الفلسطينية للسماح بعودته إلى أرض الوطن. وأشارت العائلة إلى أن الجزائر التي اتخذت زوجته وولديه منها مكانا للأقامة لم ترد على طلب له باستقباله على اراضيها، في حين تصر السطات الامريكية على ربط الافراج عنه بقبول أي دولة في العالم باستقباله، والا سيبقى رهن الاعتقال رغم انتهاء محكوميته. وذكر شقيق الزغاري في تصريحات صحافية الاحد ان مدة محكومية شقيقه انتهت في 20 آذار (مارس) الماضي وقد تم ترحيله من سجنه الذي كان قابعا فيه في ولاية بينسلفانيا إلى مركز توقيف في نيويورك تابع لدائرة الهجرة، حيث لا يزال محتجزا هناك إلى حين الحصول على موافقة اي دولة باستقباله فوق اراضيها، مشيرا الى أن الحكومة الامريكية تنتظر ردا من الحكومة الجزائرية على قبول استضافته وإذا لم تجد السلطات الامريكية أي دولة تستقبله فهذا يعنى استمرار معاناته وقد يبقى رهن الاعتقال لعدة سنوات اخرى على حد قوله، مناشدا الدول العربية والاسلامية مد يد العون له. وراشد الزغاري هو من مواليد عام 1947 في بيت لحم، كان قد غادر فلسطين والتحق بالثورة الفلسطينية وتزوج من امرأة نمساوية وأنجبا زهير وفراس، حيث كانا يقيمان مع والدتهما في بغداد قبل أن ينتقلوا جميعا إلى الجزائر التي يقيمون فيها حتى اليوم. وقصة الزغاري ،احد اعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بدأت مع المخابرات الامريكية عام 1982 عندما كان خطف الطائرات من قبل بعض رجال المقاومة الفلسطينية وسيلة مقبولة لايصال رسالة الشعب الفلسطيني من اجل التحرر من نير الاحتلال وحل قضيته بشكل عادل. ولكن قصة الزغاري لم تنته، ففي عام 82 اتهم الزغاري بوضع قنبلة في طائرة أمريكية كانت متجهة من طوكيو الى مطار هونولولو، أسفرت هذه القنبلة بعد انفجارها عن مقتل ياباني واصابة 22 آخرين. وبعد عدة سنوات وبينما كان الزغاري فى مطار أثينا فى اليونان يريد مغادرة اليونان هاجمه ضباط من الـسي آي إيه الامريكية يحاولون خطفه على متن طائرة أمريكية كانت تنتظر فى المطار لنقله الى الولايات المتحدة وفشلت العملية بعد ان تعارك معهم ما ادى لتدخل رجال الشرطة اليونانيين، والقي القبض عليه ، وقد تدخلت السفارة الامريكية في أثينا وأبلغت السلطات اليونانية حينها ان جواز سفر راشد مزور، فتم توقيفه بتهمة استخدام جواز سفر سوري مزور يحمل اسم محمد رشيد، وخلال فترة توقيفه في اليونان بدأ الامريكيون بالضغط على اليونان والمطالبة بتسليمه، غير ان السلطات اليونانية رفضت ذلك آنذاك، وطلبوا من الامريكيين تقديم ما لديهم من معلومات، لكن السلطات الامريكية أصرت على تسليمه بزعم أنه مطلوب في عمليات تفجير. وحسب شقيق الزغاري: وفي النهاية توصلوا إلى صيغة تقضي بمحاكمته في اليونان بوجود الامريكيين وبعد إحضار أدلة الاتهام، حيث انعقدت المحكمة التي حكمت عليه بالسجن 18 عاما، وبعد 9 سنوات أفرجت عنه الحكومة اليونانية لحسن سلوكه. واضاف شقيقه: يوم الإفراج عنه منعته السطات اليونانية من السفر إلى الجزائر وتم ترحيله إلى مصر على أن يغادر لاحقا إلى الجزائر، وأثناء انتظاره في قاعة الترانزيت بمطار القاهرة توجه إليه عدد من ضباط المخابرات المصرية وكان برفقتهم ضباط من المخابرات الامريكية، حيث تم اقتياده الى المعتقل الذي ظل محتجزا فيه من 6 -12- 96 وحتى 1 6 98 ، ومن ثم جرى تسليمه إلى السلطات الامريكية. واوضح ان السلطات المصرية ابلغت شقيقه في ذلك اليوم أنه سيتم نقله إلى غزة، غير انه وجد نفسه في الأجواء الامريكية، مشيرا الى انه بعد نقله الى امريكا جرى إعادة محاكمته بنفس القضية، حيث حكم عليه بالسجن 25 عاما مع احتساب سنوات سجنه في اليونان. وقال شقيقه توفى والدي أثناء وجود شقيقي راشد في السجن، ولم تره أمي منذ العام 1980، أي منذ 33 عاما، وخلال وجوده في سجون امريكا لم نتمكن من زيارته على عكس ما كان عليه الحال اثناء اعتقاله في اليونان، حيث كان بالإمكان زيارته من قبل أشقائي وأبناء أشقائي، أما نحن فلم نتمكن من زيارته، لا نحن ولا أولاده ولا حتى زوجته. واشار شقيقه الى ان راشد كان عضوا في قيادة الجبهة الشعبية وعمل برفقة القائد الراحل وديع حداد، حيث شكلا معا مجموعة العمل الخارجي في الجبهة الشعبية، ثم أصبح من ضباط العمليات الخارجية التابعة لمنظمة التحرير في بغداد، الذي كان مسؤولا عنها في ذلك الحين الشهيد (هواري). ويقول خالد شقيق راشد الزغاري، الذي مازال يسكن مخيم الدهيشة ببيت لحم، ان السلطة الوطنية الفلسطينة طرحت قضية شقيقه رسميا خلال فترة حكم الرئيس بيل كلينتون للولايات المتحدة وقد وافق كلينتون حينها على اطلاق سراحه لكن الـ (اف بي اي) الامريكية رفضت ذلك، وما زال الزغاري في السجون الامريكية بانتظار الحصول على موافقة دولة في هذا العالم على استقباله ليعيش على اراضيها ما تبقى له من عمر في هذه الحياة الدنيا بعد ان منعته دولة الاحتلال من العودة لوطنه فلسطين مسقط رأسه.[/JUSTIFY]