النص الكامل لمقابلة القيادي في الجبهة الرفيق النائب جميل المجدلاوي على هنا القدس

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]النص الكامل لمقابلة القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق النائب جميل المجدلاوي برنامج "كلام جديد" فضائية "هنا القدس" 15/5/2013 مقـــــدمــة: أعزائي المشاهدين، إن الموضوع الأبرز في الحالة الفلسطينية الآن، هو مرور خمسة وستون عاماً على النكبة الفلسطينية... خمسة ستون مرة قمنا بإحياء النكبة منذ عام 48 وحتى الآن... خمسة وستون مرة أحيينا النكبة والمخيمات ما زالت على حالها... فقط الذاكرة الفلسطينية ما زالت تحتفظ بكوشان الطابو، وكان السؤال دائماً كيف يمكن للفلسطيني أن يقرأ ذاكرة هذه النكبة، يمكن محاكمة هذه الأحداث الصعبة التي تمثل منعطف تاريخي في حياة الشعوب، ينبغي عليهم أن يقرأوا ذاكرة النكبة، النكسة... الانتفاضة الأولى... الثانية... يجب استخلاص العبر والنتائج، هناك أحداث أقل مع المجتمعات الحية، هم قادرون على قراءتها من أجل تجاوز الأخطاء التي وقعوا فيها للاستفادة من التجربة من أجل تحقيق الذات، لماذا استمرت هذه الثورة أكثر من 65 عاما؟! كأطول ثورة في التاريخ المعاصر، في حياة الشعب الفلسطيني يبدو أن هناك الكثير من النقاط التي يجب أن نتوقف عندها، حتى لا نجد أنفسنا بعد عشرين عام في ذات الاستيديو لنتحدث عن ذات الإشكالات التي نواجهها اليوم، سنتحدث اليوم عن آخر المستجدات للشأن الفلسطيني، وربما نتحدث عن المبادرة العربية التي تم إحياؤها مجدداً مع إضافة الكثير من التعديلات كطعم »لإسرائيل« عندما تحدثوا عن تبادل أراضي محتمل في إطار التسوية النهائية بين المنظمة أو السلطة في مواجهة »إسرائيل«، أيضاً سنتحدث عن إمكانية الذهاب باتجاه انفراجة فيما يتعلق بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية مع الخبر الأخير الذي استمعتم إليه جيداً، وهو إمكانية أن يتم تشكيل هذه الحكومة بعد ثلاثة أشهر، هل تصدقون أنه من الممكن أن نذهب باتجاه إعادة ترتيب أوضاعنا، بعد ثلاثة شهر؟! الكثير من الخيبات التي واجهها الفلسطينيون، ولكن لا يوجد لدينا سوى أن نأمل في المستقبل القريب، يسعدنا في هذه الحلقة أن نستضيف الرفيق النائب جميل المجدلاوي ورئيس لجنة اللاجئين في المجلس التشريعي، للحديث عن هذه الأمور. ------------- س: نتحدث عن الذكرى 65 للنكبة.. هل نحن أقرب لتحقيق الحلم الذي نبت عام 1948، العودة إلى الأراضي التي هجرنا منها؟ أم أن الحالة السياسية قد أبعدتنا أكثر، بحيث أنه بات وكأن الحلم يصعب مع الكثير من الإشكالات الداخلية التي أضيفت إلى تعقيدات الصراع مع »إسرائيل«، بالإضافة إلى المحيط العربي، هل نحن أقرب أم أبعد؟ الرفيق جميل: كان بإمكاننا أن نكون أقرب مما نحن عليه الآن، لأنني لا أريد أن أجري المقارنة بين ما كنا عليه في عام 48 وما نحن عليه الآن، ما هو ملموس ويمكن أن نراجعه معاً ومع جماهير شعبنا وقواه السياسية والاجتماعية هو أنه كان بإمكاننا أن نكون في وضع أفضل يقربنا أكثر من العودة والاستقلال. هذه هي الخلاصة التي يمكن أن أقدمّها اليوم، لماذا أفضل، لأننا أخطأنا كثيراً في مسيرتنا الكفاحية وفي علاقاتنا الداخلية... أخطأنا كثيراً في إدارة صراعنا، مع العدو وعدم النظر إلى هذا الصراع باعتباره صراعاً شاملاً، اشتباكا مفتوحا مع هذا العدو منذ أن وطأت أقدام هذه الغزوة الصهيونية فلسطين قبل تأسيس كيانها في فلسطين، وبعد تأسيس كيانها في فلسطين أخطأنا كثيراً وكثيراً جداً، هذا الجيل، هذه القيادة التي أنتمي إليها بهذا الشكل أو ذاك، أخطأت كثيراً عندما انقسمت ودفعت شعبنا إلى هذا الانقسام الكارثي بكل ما يلحقه بقضيته على كل المستويات وأولها حق العودة، الاستقلال الوطني الفلسطيني، الذي يتطلب ويستوجب طرد الاحتلال من بلادنا، نعم هذا الانقسام الكارثي لا نستطيع إلا أن نحمل أنفسنا مسئوليته ثم بعد أن نحمل أنفسنا بكل شجاعة نأتي ونقول هذه الجهة مسئولة أكثر من غيرها، لكن علينا الإقرار أننا جميعاً مسئولون سواء بما أقدمنا عليه، أو بسبب ضعفنا الذي حال دون أن نمنع ما وقع من انقسام. -------- س: أخطأنا! هذه كلمة على المستوى الفردي تأتي، السيد جميل المجدلاوي بحكم خبرته السياسية عمل مراجعة، لكن نحن نتحدث عن مستوى الحركة الوطنية هل تمت المراجعة؟، منذ عام 48 وحتى الآن نفس الإشكاليات التي وقعت فيها قبل النكبة وأثناء النكبة وبعدها الصراعات نكررها لا يمكن الحديث الآن عن مراجعة تم إجراؤها، لم نقرأ ذاكرة النكبة جيداً على المستوى الجمعي، ولم نقرأ ذاكرة عام 67 ... ولم نقرأ ذاكرة الانتفاضة الأخيرة، أين هي المشكلة في المراجعة طالما نتحدث عن ثورات جميعها نجحت في الوصول إلى تحقيق أهدافها فقط ،بعد المراجعات الشاملة لأننا نتحدث عن خطأ هو جزء من المسيرة ويجب أن نمتلك نوع من المرونة لتعديل وتغيير المسار، لماذا يخشى التيار الوطني العقل السياسي الفلسطيني من إجراء هذه المراجعة؟ الرفيق جميل: عندما قلت أخطأنا أقصد أننا أخطأنا كقوى وقيادات مقررة سياسية، وليس فقط على المستوى الشخصي، إذا جاز لي أن أجتهد فإنني أعتقد أن المراجعة النقدية التي يمكن أن تضع يدها فعلاً على الأخطاء وأن تضع يدها على المخطئين، لا يمكن أن تكون إلا إذا كانت مرتبطة ارتباطاً عضوياً بالديمقراطيين والتقدميين وبتقديري فلا تستقيم الأمور، ولا تصل إلى مداياتها السليمة إلا بتداول السلطة، والسلطة هنا لا أقصد السلطة في الدول فقط، ولكنني أقصد السلطة في الأحزاب، لأن قيادات الأحزاب هي بين مزدوجين، بشكل آخر سلطة ما وعندما تستمر القيادات على مواقع القيادة 30 و40 و50 سنة كما هو حال غالبية قوانا الفلسطينية، من الصعب على القيادة أن تراجع نفسها، وتنتقد نفسها وتتحمل مسئولية هذا النقد والتجديد، بما يرتبه عليها من استحقاقات، لهذا أقول إذا أردنا فعلاً أن نجري مراجعة جدية واستخلاص العبر واشتقاق سياسات سليمة. علينا أن ندعو لتوسيع دائرة الديمقراطية في قوانا وأحزابنا، و أن نحمل رايات التجديد، وفتح المجال للشباب فهم أقرب إلى الحداثة والتجدد، والديمقراطية، ويكونوا أكثر تحرراً منا في المراجعات السياسية، لأنني إذا تحدثت عن نفسي عن قيادة الجبهة على سبيل المثال أستطيع القول بالمعنى النسبي أنها من أكثر القيادات ديمقراطية، وأكثرها تجديداً، لكن مظهراً مهماً في هذه القيادة متواصل منذ عشرات السنين، باللجنة المركزية والمكتب السياسي منذ أكثر من 35 عاماً، وقس على هذا المثل. لهذا أقول المراجعة تستوجب التجديد لأن المراجعة للسياسات تستوجب المراجعة في الأدوات، السياسات تتطلب برامج جديدة، تتطلب أدوات جديدة، لأنه لا يجوز أن نُفصّل البرامج والسياسيات وفقاً لقياسات قيادات بعينها، علينا أن نحدد الوجهة السياسية، والبرنامج الذي نعمل بموجبه، ثم نختار الأدوات القادرة على تنفيذ هذا البرنامج، إن بقيت هذه الأدوات هي ذاتها سيظل أي تطوير للبرامج، تطويراً ثانوياً ينطلق من النقطة التي توقفت عندها، هنا تكمن الحلقة المركزية في المراجعة وفي التجدد. ------ س: هل امتلكت الحركة الوطنية وكل الفصائل الموجودة في الساحة الفلسطينية منذ عام 1948 رؤية حقيقية؟ برنامج يستشرف المستقبل، ويجعلنا نحدد وجهة عملنا في السنوات القادمة؟ أم أن الأمر كان غير معروف، هل هي محاكمة؟ نتحدث عن أطول ثورة في التاريخ وما زلنا منقسمين ونتحدث عن أشكال هزيلة، لم نستطع حتى الآن إنجاز شيء؟ الرفيق جميل: كان هناك دائما برامج ولكنها كانت محكومة بذات الأدوات، لو وقفت أمام المؤتمرات التي عقدتها كل الأحزاب والقوى، ستجد أن هناك برامج تقدم بعد كل مؤتمر، ولكن المشكلة أن هذه البرامج تنطلق من ذات الأرضية، ومنوط تنفيذها بذات الأدوات، لهذا فالمراوحة كانت طويلة وتنطوي على تراجع، إذا أردت الإنصاف فعلّي أن أقول أن الرفيق الراحل المؤسس د.جورج حاول أن يشق مجرى التجديد، وأنا أسمح لنفسي أن أقول أنني كنت في الموقع الذي جعلني أطل على حقيقة أن الحكيم كان راغباً في ترك المسئولية منذ المؤتمر الخامس للجبهة، ولكن لأننا جميعا عشنا وتربينا بهذا الأفق المحافظ ناقص الديمقراطية، ضغطنا على الحكيم ليستمر حتى المؤتمر السادس، لهذا كان النموذج ليس مكتملاً لأن البعض قال أنه لأسباب صحية، وفي هذا ظلم، لأن الحكيم كان يريد أن يفتح آفاقاً للتجديد. السؤال المطروح على الجبهة وقوى اليسار، هل تريدون أن يكون جورج حبش أول وآخر من فعلها؟ أم نريد أن يكون د. جورج حبش قد شق لنا مجرى التجديد والديمقراطية، والتخلي الطوعي عن المسئولية حتى يصبح هناك حقل سياسي واسع تنبت فيه زهرات متجددة، ولكنها مدعومة ومسنودة ومحتضنة ممن سبقها دون أن يبقى القرار ملكاً لمن سبق لأنه في هذه الحالة يكون التجديد قاصراً وتكون المراجعة قاصرة ونراوح في ذات المربعات التي لن تستطيع الوصول بنا إلى أهدافنا بأقل الخسائر وأسرع الأوقات. ------ س: هل الوضع الفلسطيني الحالي، ضمن إشكالاته الكبيرة، قادر على تحقيق أي من أحلام الفلسطينيين، الشعب الفلسطيني، اللاجئين في الشتات بالخارج، على مستوى الفصائل.. ثوابت شعبنا... الدولة... عودة اللاجئين.. هل نحن قادرون وفقاً لعقليتنا السياسية أن نحقق هذه الأهداف؟. الرفيق جميل: العقل الفلسطيني قادر وشعبنا غني بالطاقات وبعضنا موجود في أحزاب وقوى وبعضنا خارج الأحزاب، المشكلة أنه في أحيان كثيرة، يكون هناك اضطرار يشعر به المثقف الذي يدعو للتجديد والديمقراطية والمراجعة الجدية، باغتراب مع الهيئات القيادية المقررة في الأحزاب والقوى السياسية، لذلك نلاحظ أن قسماً كبيراً من المثقفين خاصة الديمقراطيين التقدميين منهم خارج الأحزاب، لأنه يأتي فيصطدم بعد لحظة معينة ببنى وهياكل لا يستطيع إذا أراد أن ينسجم مع نفسه إلا أن يكتشف نقص ديمقراطيتها، هذا ليس تسويغاً أو تبريراً لهذه الحالات، لكن الأصوب والأصح أن تتكاتف الجهود وأن تصبح هذه الكفاءات والطاقات التي تقترب من الحقيقة الديمقراطية قبل غيرها أن تصبح أولاً قوة ضاغطة وروافع للجهود الديمقراطية التجديدية في أحزابها، ولكن للأسف هذه القطاعات في مظهرها الرئيسي من الفئات الوسطى »البرجوازية الوسطى« لا تصمد كثيراً أمام صعوبات وقساوة الاصطدام بالبنى والهياكل القديمة والمحافظة، فستجد الحلول الفردية، في أن تغادر أحزابها وتبحث عن حلول فردية لمشكلاتها السياسية والاجتماعية، وحتى الحياتية. -------- س: على المستوى الذاتي نتحدث عن أنفسنا، من أخطر بالنسبة للفلسطينيين وتشّكل عوائق في تحقيق حلم شعبنا بعد 65 عاماً يحاول شعبنا أن يحقق حلمه، أيها أكثر خطورة علينا الشرط الذاتي، أم الموضوعي ؟. الرفيق جميل: العلاقة جدلية، نحن نقول العامل الموضوعي مقرر، لكن العامل الذاتي حاسم، الموضوعي لا يمكن القفز عنه، ولا يمكن وضع سياسات في الفراغ، لكن العامل الذاتي بعد قراءته للعامل الموضوع، وبعد قراءته لقواه الذاتية وعلاقتها مع العوامل الأخرى المؤثرة على هذه القوى الذاتية، يضع السياسات ويشتق الخطط التي تستجيب لما يقرره هذا العامل الموضوعي، لهذا أنا قلت أنه كان بإمكاننا أن نكون أقرب، ولم أقل أنه كان بإمكاننا أن نحقق العودة، بل كان بإمكاننا أن نكون اقرب من الدولة والعودة. لكن السياسات الخاطئة جعلتنا نصل إلى هذه المآزق، العامل الذاتي مهم، »إسرائيل« قوة أولى في المنطقة، تستطيع أن تضرب وتبطش، العامل العربي وتدخلاته في كثير من الأحيان تدخلات سلبية في الشأن الفلسطيني والعامل الدولي، وانهيار المعسكر الاشتراكي الذي كان حليفاً لنا في هذا الانقسام الكوني بين قوى الامبريالية والاستعمار وبين المعسكر الاشتراكي والتقدمي في العالم، هذه المنظومة انهارت وهي حليفنا الرئيسي، هذا كله صحيح، لكن هل هذه العوامل الموضوعية السلبية المقررة كانت بالضرورة تدفعنا لكامب ديفيد في مصر وأوسلو في فلسطين ووادي عربة بالأردن !!جوابي لا، كان بإمكاننا أن نشتق سياسات أفضل يمكن أن نراكم عليها بطريقة أفضل من السياسيات التي أوصلتنا إلى هذه المربعات مع الأسف الشديد. المربعات البائسة التي جعلتنا جميعاً ندور في سياسات تهبط درجة تلو الأخرى في سلم من الهبوط، أنا أعتقد أنه إذا لم تنهض قوى حقيقية في الساحة العربية والفلسطينية فلن يكون لهذا الهبوط قرار إلا بعد أن يأكل الأخضر واليابس في بلادنا، ولهذا تسمع الآن مصطلحات من نوع تقسيم المقسم، هذا نتاج لهذه السياسات السؤال هنا، هل العوامل الموضوعية تقود بالضرورة إلى هذه النتائج المأساوية؟ ، جوابي لا، هل كان من الضروري أو من الطبيعي أو المحتم أن يقود الربيع إلى ما نلاحظه الآن من مجازر دموية في سوريا وإلى ما نلاحظه الآن في مصر من تراجع في كل شيء ومن ارتباك في كل شيء؟! أنا جوابي بالقطع لا، لكن العامل الذاتي لم يكن ناضجاً لكي يغير المسار باتجاهات أفضل مما عشناها الآن. ------- س: دعنا نناقش العوامل الموضوعية، سنذهب باتجاه المحيط العربي ومن ثم إلى المحيط الدولي وتأثره على الصراع إن كان هناك من معوقات إضافية تثقل الفلسطينيين في ذهابه باتجاه تحقيق هذا الحلم أو لا، بداية ثم الإقرار بأن هناك مسئولية عربية تجاه نكبة فلسطين، الفلسطيني بحد ذاته الرجل الفلسطيني الذي عاش على هذه الأرض لا يتحمل الهزيمة، لكن كان هناك الجيوش العربية التي هزمت، بعد ذلك انصراف جمهورية مصر العربية في اتفاق كامب ديفيد باتجاه معسكر السلام ، والآن يبدو أن هذا التيار قد انساق كلياً. ما سيوصلنا فيما بعد إلى إعادة إحياء المبادرة العربية، كيف يمكن قراءة العوامل العربية بدءاً من مسئوليتهم التاريخية عن السقوط وصولاً إلى أنهم تحولوا إلى جزء من العوامل المغذية إلى انقسامنا، وكأن المصلحة الفلسطينية ربما تعني للدول الأوروبية أكثر مما تعني لبعض من الدول العربية؟. الرفيق جميل: لا أستطيع أن نقول أننا لسنا مسئولين عن النكبة، نحن مسئولون عنها، لكننا لسنا المسئولين الوحيدين ، لأن شعبنا أدرك مبكراً خطورة هذه الخطوة الصهيونية، وبدأ يقاومها مبكراً. بإمكانك تعداد العديد من الثورات عام 1919 و 1929و1935 و1936 والمقاومة المسلحة والمقاومة التي قام بها شعبنا في ال48، أي أننا أدركنا منذ البداية خطورة هذه الغزوة الصهيونية، لكن هل تعاملت قيادات الحركة الوطنية الفلسطينية كما ينبغي مع خطورة هذه الغزوة؟، هنا العامل الذاتي، أنا اعتقد أنه لم تقم القيادات الفلسطينية بدورها كما ينبغي، بالقراءة السياسية والاجتماعية بالإمكان الإجابة عن السؤال لماذا، هل لأنهم لم يكونوا واعين أم هناك أسباب أخرى. اعتقد أن الأسباب تعود إلى الشرائح الطبقية التي كانت تقود الحركة الوطنية الفلسطينية، وهي في غالبيتها شرائح شبه إقطاعية، شبه رأسمالية، وبالتالي لم تكن قادرة على أن تقطع صلاتها لا بالاستعمار البريطاني من جهة ولا بالملوك والأمراء العرب من جهة ثانية، هذه الشرائح الاجتماعية لا تستطيع أن تخوض معاركها ضد الاستعمار بالاستقامة والجهد والمدى الذي يصل بنا إلى النتائج المرجوة، فكانت دائما مستعدة لأن تستجيب كما استجابت فعلاً بعد ثورة عام 1936 لنداء الملوك والأمراء العرب الذين دعوها إلى وقف الثورة. نفس الشيء يمكن قوله عن معطيات حرب 48، التي سموها حرب الجيوش العربية، ولكنها في حقيقة الأمر لم تكن كذلك، عندما نعرف أن قائد الجيوش العربية كان الملك عبد الله، ورئيس أركانه الجنرال الإنجليزي جلوب باشا .. عندما نعرف أن عصابات الصهاينة وعندما لم تكن قد تأسست دولة »إسرائيل« رسمياً بعد قد حشدت من الجيوش ما يفوق ما حشدته الدول العربية مجتمعة، فكيف يمكن الحديث عن حرب!، فالمسئولية موجودة، طبعاً مسئولية هذه الأنظمة العربية أكبر، لكن لا نستطيع أن نعفي أنفسنا من المسئولية. ------ س: كيف تقرأ تحولاتها على المستوى العربي وصولاً إلى الإجماع الكامل في جامعة الدول العربية، والتي هرولت باتجاه »إسرائيل« بحجة البحث عن حلول، يتم فيها تبادل الأراضي ومحاولة إغرائها باتجاه الذهاب لعملية تسوية تحقق بعضاً مما يريدون الفلسطينيون؟. الرفيق جميل: إذا راجعنا الـ 65 عاماً التي مرت، فرغم النكبة بالإمكان أن أشير إلى ملمحين مهمين رافقا النكبة، الملمح الأول: أن شعبنا لم يستسلم للنكبة، وبإمكاننا الحديث عن 65 عاماً من النكبة نعم، لكن مائة عام من مقاومة هذه الغزوة الصهيونية بما في ذلك ال65 عام التي تلت النكبة، وبالتالي لم تكن نكبتنا في الـ48 ضربة أجهزت أو قضت على الشعب الفلسطيني، وعلى نضاله الدؤوب من أجل معاودة الحرب بكل أشكالها، باعتبارها اشتباكاً شاملاً مع هذا العدو الصهيوني، يمتد على مساحة فلسطين، والكرة الأرضية بمضامينه الديمقراطية والإنسانية وليس بمضامينه المسلحة خارج فلسطين، لهذا أقول أن هذا الملمح يجب أن نستذكره دائماً لأن هذا هو الزاد المادي والمعنوي الذي يحافظ على تماسك هذا الشعب وعلى تواصل معركتنا مع هذه الغزوة الصهيونية، الملمح الثاني أن قضية فلسطين التي أراد الاستعمار الغربي بدءاً من القرن الثامن عشر من محاولة احتلال نابليون بونابرت مرورا بالاستعمار البريطاني وهو يفكر في غزو الشرق، ثم جاء فاحتل بلادنا رسمياً، وكان الهدف الرئيسي من إقامة دولة »إسرائيل« لا الاستجابة للتوراة ولا الاستجابة لاعتبارات دينية هذا كلام مثالي ويوظف لكنه لا يعكس المصلحة الحقيقية للاستعمار في إقامة دولة »إسرائيل«، أرادوا من تأسيس دولة »إسرائيل« أن تكون حاجزاً يحول دون وحدة هذه الأمة ويستنزف طاقاتها، هذا هو الهدف الاستعماري من تأسيس هذه الدولة، رغم هذا النجاح الذي حققته قوى الاستعمار بتأسيسها لكن القضية الفلسطينية وهذا هو الملمح الثاني تحّولت إلى ناظم للعقد العربي، القضية الفلسطينية كانت ناظماً لوحدة العرب في كل المحطات، على مدار هذه العقود الطويلة التي جاوزت الآن 9 عقود، منذ أن بدأ العرب الرسميون يهتمون بالقضية والشأن الفلسطيني، كان العنوان الفلسطيني هو العنوان الذي يجمع العرب بغض النظر عن ملاحظاتنا عن أشكال هذا الجمع، لهذا يجري الآن العمل اللحوح من قبل أمريكا و»إسرائيل« وبعض أشياعها العرب، وأخص هنا دولة قطر وأميرها، بالتخلص من عبء القضية الفلسطينية حتى ينتهي هذا العامل الناظم لوحدة العرب على مدار العقود السبعة أو الثمانية الماضية، هذين الملمحين مهمين، حتى نرى مكانة القضية الفلسطينية، ومسئوليتنا كفلسطينيين، ونرى مسئولية النخب الفلسطينية، ومسئولة القيادة الفلسطينية المتنفذة الآن في الموقعين في الضفة وفي غزة، لا أريد أن أقول في سلطتين، فهذا التوصيف مؤذي، في الموقعين ... يا أخوتنا في قيادة فتح ... ويا أخ أبو مازن... يا أخوتنا في قيادة حماس... ويا أخ أبو الوليد فكروا في موقع القضية الفلسطينية بهذا المعنى... في موقعها من الصراع الشامل مع الغزوة الصهيونية... في موقعها كرافعة لهذه الأمة ولا تنشدّوا لحسابات مباشرة أستطيع أن أقول بدون تردد أنها صغيرة ومؤقتة وستتحول إلى وبالاً عليكم وعلينا جميعاً إذا استمر هذا الانقسام واستمر البحث عن هذه المصالح والمكاسب الفئوية والمباشرة، وقصيرة النظر. ------- س: هل لعب العامل العربي دوراً في إدامة الانقسام كان جزء من دفع الأطراف الفلسطينية باتجاه أنه لا تذهب للمصالحة، وننصر طرف على ثاني، بمعنى أن الاصطفاف الفلسطيني يقابله اصطفاف عربي يديم الصراع بين الطرفين؟. الرفيق جميل: أكيد ولكنه عاملاً مساعداً، دائماً أقول» دود الخل منه فيه« نحن الذين نفتح أبوابنا وشبابيكنا لتدخلها رياح سامة، إذا أغلقناهم في وجههم بوحدتنا أعتقد أن العامل العربي سيصبح عامل ثانوي جداً. -------- س: العامل الموضوعي هو المحيط العربي، ونتكلم عن إعادة إحياء المبادرة وبعث المبادرة العربية التي تم طرحها بعد أكثر من 11 عاماً مع إضافة تعديلات تتيح »لإسرائيل« ضم كل الكتل الاستيطانية وما يجري بالقدس، والسؤال الطبيعي موقفنا من هذه المبادرة هل يمكن أن يفهم السلوك العربي بمعنى أنه في الوقت الذي يفترض منك أن تتصلب وتسحب المبادرة التي قالت عنها »إسرائيل« أنها لا تساوي الحبر الذي كتبت فيه؟ أم انك دائما تحاول أن تبدي مرونة أكثر وهذا ما تدركه »إسرائيل« فهي تقول أنا لست مستعجلة تقول لنرى عندهم أكثر، كيف نقرأ العقل العربي والجامعة العربية في إعادة إحياء مبادرتها بعد التعديل؟. الرفيق جميل: منذ أن بدأت عقلية التسوية تسود السياسة العربية الرسمية في ظل اختلال ميزان القوى، من الطبيعي أن يتراجع الموقف العربي خطوة تلو الأخرى، لا شك أن حرب أكتوبر المجيدة التي خاضها المقاتل العربي المصري والسوري والفلسطيني ومن قاتل معهم من الأخوة العرب كان يمكن أن تشكل أساساً يُبنى عليه بناءً غير البناء الذي عشناه، لكن مع الأسف الشديد فقد وظفت هذه الحرب من قبل الرئيس الراحل أنور السادات بشكلٍ خاص لتسوغ تسوية كانت ملامحها مفروضة قبل الحرب. أنا أذكر جيداً جداً الرئيس جمال عبد الناصر في إحدى لقاءاته مع طلبة الجامعات المصرية قال لهم »إذا المسألة مسألة سينا بنجيبها بكرة، ولكن بشوية تنازلات«، فصفقوا له، الذي حدث أن الحرب كانت مسوغ لنا لكي نعقد أول هذه التسويات الظالمة بحق شعوبنا وبحق الشعب الفلسطيني بطبيعة الحال، وكانت مسوغ لنفتح أبوابنا أمام الأمريكان بكل ما يعنيه الوجود الأمريكي في بلادنا من انحياز »لإسرائيل« ومن قوة لها. ثم جاءت بعد ذلك اتفاقيات أوسلو ثم وادي عربة، الأمر الذي فتح الباب واسعاً لمن كان ينتظر أي إشارة تخفف عنه هذا العبء عبء القضية الفلسطينية بكل ما يعنيه موضوعياً من صدام مع »إسرائيل« ومن هم ورائها وعلى رأسهم الامبريالية الأمريكية. كيف يمكن أن توفق العديد من الأنظمة العربية بين عدائها »لإسرائيل«، وبين صداقتها مع حلفاء »إسرائيل« الذين اعتدنا أن نقول أنهم يزودونها من الطائرة والدبابة حتى رغيف الخبز؟!، هذا أمر يصعب التوفيق فيه. لهذا كانوا يتأهبون سواء أعلنوا أو لا يعلنوا ذلك للخلاص من هذا العبء. المبادرة العربية لا يمكن أن تفهم إلا بهذا السياق، حيث اعتقد العرب الرسميون عن خطأ أنهم إذا ما أعطوا رسالة »لإسرائيل« أننا يمكن أن نفتح لكِ أبواب البلاد العربية والإسلامية كما يرددوا دائماً بأنه إن قبلتي يا »لإسرائيل« المبادرة فأنت علاقاتك ستكون مع كل العرب، ومع 57 دولة أخرى، كأنهم اعتقدوا أن »إسرائيل« ستبتهج وتأتي لهم على هذا الحل، فيريحوا أنفسهم من عبء القضية الفلسطينية واستحقاقاتها. لكن الحقائق كانت أعند من هذا التخاذل العربي الرسمي، حقائق هذه الغزوة الصهيونية، التي لا تستهدف إقامة كيان في فلسطين على مساحة 22 ألف كيلو كما هو الحل الآن حتى على 27 ألف كيلو على مساحة فلسطين كلها، بل الغزوة تستهدف دائماً وأبداً تقسيم هذه الأمة وإنهاكها، بكل مكوناتها بما في ذلك أتباع الأمريكان فيها، لهذا فالإسرائيليين لم يعيروا هذه المبادرة الاهتمام الذي توقعه العرب، لكن ماذا بعد؟! إذا كان قلنا لهم اخرجوا من 67 ولكم منا الاعتراف والعلاقات الطبيعية وليس نحن فقط ولكن سنفتح لكم أبواباً أخرى، ماذا بعد؟ هم ليسوا أهلٌ للاشتباك مع هذا العدو الصهيوني، لا أقصد الاشتباك المسلح، لا مقاطعة اقتصادية، ولا حصار سياسي، ولا إعادة إحياء القرارات الدولية التي تحفظ حقنا والتي تدين الصهيونية ودولة الاحتلال وعدوانها على بلادنا.. ليسوا أهل لأن يغلقوا مكاتب »إسرائيل« بعضها معلن وبعضها غير معلن في بلادنا لم يعد أمامهم إلا أن يهبطوا بدرجة جديدة. الدرجة الأولى التي هبطوا إليها وهنا بوصفي رئيس لجنة اللاجئين في المجلس التشريعي أود أن ابرز هذه النقطة بقوة، عندما قالوا انسحاب من أراضي محتلة عام 67 وحل متفق عليه لقضية اللاجئين على أساس قرار 194، ماذا يعني الحل المتفق عليه، يعني الحل الذي تقبل به »إسرائيل« هذا هو الحل المتفق عليه حيث أن دولة الاحتلال التي تطالبنا صباح مساء بالإقرار والاعتراف بيهودية الدولة، كيف يمكن لها أن تحل قضية اللاجئين على أساس 194؟! هذا أمر لا يمكن أن يتحقق إلا على قاعدة أنه لم يعد هناك قضية اسمها لاجئين، هذا هو الأمر الذي ينبغي أن ينتبه له الجميع، أول خطوة في المبادرة العربية كانت رهن معالجة قضية اللاجئين بالموافقة الإسرائيلية، ولنستذكر مرة أخرى ماذا حدث في كل اتفاقاتنا مع الإسرائيليين، منذ عام 1967 حتى الآن، منذ 46 عام وهي تناقشنا وتناقش العالم، هل هو انسحاب من الأراضي المحتلة 67، أم انسحاب من أراضي اُحتلت عام 1967، إذا كان انسحاب من أراضي احُتلت عام 1967» فقد انسحبنا من سيناء ومن غزة، وبقيت أراضٍ متنازع عليها دعونا نحلها«، إذا كان هذا الحل مع قرار 242 فكيف يمكن أن نتفق مع دولة الاحتلال على قضية اللاجئين؟ هذا هو الموضوع الأول، الذي تبدى في المبادرة الأخيرة بقيادة »الهُمام« أمير قطر للوفد السباعي العربي عندما قال» ليس فقط اللاجئين بل نحلها وفق حل متوافق عليها، مستعدون لإجراء تعديلات على الحدود«، أيضاً شُطبت مسألة الانسحاب من الأراضي المحتلة 67، أنا أعرف أن بعض الفلسطينيين بما في ذلك القيادة الرسمية لمنظمة التحرير حاولت أن تخفف من وطأة هذا الأمر، لأنها لا تريد أن تفتح اشتباكاً مباشراً مع الوفد السباعي ومع أمير قطر، فقالوا أننا »قبلنا فكرة التبادلية« كانت فكرة التبادلية خطأ في حينها ولا يجوز أن نضاعف هذا الخطأ بتغطية هذا التراجع العربي الرسمي إذ لا يمكن الركون لهذه المبادرات، وأنا أدعو إلى وقفها لأن كل مبادرة تأتي متراجعة عن المبادرة التي سبقتها، لهذا علينا أن نكتفي بما أجمعنا عليه، وهو الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة عام 1967، حق العودة اللاجئين وفق قرار 242 وليس حل متوافق عليه.. حق العودة للاجئين الفلسطينيين ولا أحد يجبرنا عن التنازل عن هذا الحق. وأنا هنا أقول للأخ أبو مازن وللجنة التنفيذية ولكل قيادات الأحزاب وكل القيادات العربية الرسمية، حق العودة للاجئين لا تملك أي قيادة حتى لو أجمعت على التنازل عنه، ولا يملك لجيل بكامله أن يتنازل عنه، لأن هذا حقي أنا المولود في فلسطين... وحق ابني المولود في مخيم جباليا... وحق حفيدي الذي لا أعرف أين سيولد. وبالتالي هذا الحق ليس مسموحاً لأحد أن يتنازل عنه، ولا يستطيع أحد أن يصادر حقوق أجيالنا الفلسطينية في وطنها، هذه معركة مفتوحة نحن قبلنا بهذا الحل المرحلي على قاعدة أن تبقى أبواب التاريخ المفتوحة لا نغلقها بدولتين لشعبين، ولا بالتنازل عن حق العودة، ولا بحل متفق عليه، نحن نقول في هذه اللحظة أجمعنا على دولة فلسطينية في حدود 67 على أراضي 67 الكاملة، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وحق تقرير المصير لكل الشعب الفلسطيني بعد ذلك، النقطة الأخرى التي أريد أن أنبه لها، عندما نقول تعديلات في الحدود، حل متفق عليه للاجئين، ثم تصر »إسرائيل« على يهودية الدولة، ويصرح بعضنا لتسمي »إسرائيل« حالها كيفما شاءت نحن نعترف بدولة »إسرائيل« يهودية الدولة تنطوي على خطر حقيقي يتناول شعبنا في منطقة الـ 48 في إطار حل متفق عليه، وتعديل حدود وحل متفق عليه للاجئين ودولة الاحتلال تصر على يهودية الدولة، هذه هي اللوحة التي الآن تكاد تكتمل فصولها، وبالتالي علينا كفلسطينيين أولاً ثم عرب أن ندرك خطورة هذا الذي يجري، فكر فيما يجري في سوريا الآن ، الآن في ضرب لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين، إرغامهم على هجرة جديدة وسيترافق هذا الأمر مع فتح بوابات استيعاب لمن يريد أن يهاجر لأربع أرجاء هذه الدنيا، حتى يتحججوا بأن القضية الفلسطينية قد بدأت تنتهي باعتبارها قضية أرض وقضية إنسان يمتلك هذه الأرض ويريد أن يعود لها، لهذا أقول إذا كان فعلاً هناك من يسمع ويستفيد ومن هو مخلص ارحموا شعبنا، يا كل الأطراف في سوريا ... ارحموا شعبنا بعضهم لا يدرك حجم المؤامرة التي يستدرج لها ... بعضكم لا يدرك أنه يجري ليس تدمير سوريا فقط بل يستهدف الإجهاز على القضية الفلسطينية ... ارحموا شعبنا ومخيماتنا حتى يبقى الأساس لقضيتنا . قضية العرب. هذه القضية الجامعة أساساً متيناً وقوياً يجّسده الإنسان الفلسطيني الذي يناضل ويعمل من أجل أن يعود إلى وطنه. -------- سؤال أخير: الحديث عن الحالة الفلسطينية من جانب أن الفلسطينيين لم يتوقفوا عن الثورة منذ 100 عام على الرغم من قسوة المرحلة وصعوبتها، والضحايا الذين سقطوا في هذا الطريق، لكن في النهاية، نتساءل عندما نعيش مثل الحالة التي نشهدها، ليس انقسام على المستوى النظام السياسي، وليس على مستوى تناقض برنامج، ولكن على مستوى التأسيس لحالات ثقافية متناقضة، حتى عندما نحن نتحد عن ثقافة تطرد ثقافة أخرى، وكأن الثقافات ليست قادرة على التعايش على ذات الأرض، هل هذه الحالة الانقسام بكل وجوهه الكئيبة ماذا يمكن أن يفعل للحلم الفلسطيني، حال استمرار هذا الانقسام لا سمح الله؟. الرفيق جميل: لنقول ماذا نفعل حتى ننتصر على الانقسام ونتوحد، أنا أدعو إلى وحدة كل التقدميين الديمقراطيين الفلسطينيين، لأن خشيتي من استمرار هذا الانقسام الذي ولدّ مصالح لبعض أطرافه والقائمين عليه، هذه المصالح تترسخ وتتوسع فيصبح من الصعب المراهنة على إعادة الوحدة عبر هذه القيادات المسيطرة والمهيمنة في غزة والضفة، لهذا الحلقة المركزية التي أدعو القوى والشخصيات والتجمعات والجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني، للتمسك بها هي حلقة وحدة التقدميين الديمقراطيين الفلسطينيين حتى نستطيع عبر هذه الوحدة أن نحدث إزاحات متدرجة في ميزان القوى الاجتماعي الفلسطيني ينقذ شعبنا من براثن هذا التجاذب الحاد بين فتح وحماس. عندما أقول الإزاحة المتدرجة في ميزان القوى، أقصد بالضبط الإزاحة التي تحافظ على وحدتنا لأن القوى الديمقراطية التقدمية، هي القوى الوحدوية حتى النهاية، والتي تؤمن بالتعددية والديمقراطية حتى النهاية وتؤمن بالتقدم بكل مضامينه سواء على المستوى الحياتي والاجتماعي والمرأة والشباب، وما يتعلق بكل مكونات المجتمع، هذه القوى يمكن أن تكون فعلاً القوى الأمينة والحريصة على الوحدة وعلى تجميع طاقات شعبنا، إذا لم نستطيع توحيد القوى التقدمية والديمقراطية بحيث تستنهض باقي مكونات الشعب الفلسطيني التي لا تلتف حتى الآن حول قيادات الانقسام، وبعض قواعد قوى الانقسام ذاتها، فأعتقد أن الأمر سيطول، لهذا أشكرك جداً أن يكون هذا سؤالك الأخير، واسمح لي مرة أخرى أن أتوجه للجميع »أيها التقدميون الديمقراطيون الفلسطينيون وحدوا صفوفكم«. ----- خاتمة: شكراً جزيلا لك رفيقنا جميل على وجودك معنا في البرنامج. [/JUSTIFY]