رسالة الأمين العام إلى عائلة الرفيق الشهيد القائد أبو علي مصطفى
08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]الأهل الأعزاء زوجة وأبناء قائدنا الكبير الشهيد الأمين العام أبو علي مصطفى تحية مشفوعة بالقسم وبعد ،، إنه ليحدونا الفخر ويعتلي في نفوسنا الكبرياء ونحن نتوجه إليكم في الذكرى الثانية عشر لاستشهاد القائد الكبير الرمز الرفيق أبو علي مصطفى، فلكم أطيب ورث على طيب الفكرة، ولكم تحية إكبار بمقدار إكبار الشهيد وجلال قدره، هو الذي ارتقى نجماً في فضاء الوطن السليم، والذي رسم بنضالاته حدود الوطن واشتق من فضاءه آفاقاً بحدود الأرض كلها، وشق التضاريس لينحت بالصخر درب الرجوع والعودة، فعاد ليعانق الأرض ويختلق في نفوس أبناءها المخلصين. لقد رحل أبو علي عن الدنيا وعيونه شاخصة نحو شمس طال انتظارها، لكن ذلك ما أوهن فيه يوماً عزيمة الثائر المؤمن بصوابية دربه الذي ظل مثابراً في السعي وراء هدفه وقناعته بحتمية بزوغ شمس الحرية. رحل ويداه مفخمتان بأثر الفعل المقاوم الذي دأب عليه دائماً دون كلل أو مهادنة، فكانت لحظة استشهاده أجمل تمثيلاً وأعظم تكليل لمسار حياة بأكملها، حيث عبر بخطواته الثابتة برغم فداحة الظروف المجافية وعظيم المعيقات التي اعترته. العائلة الكريمة ،،، إننا ندرك بأن التحليق فوق الواقع هو صفة الحالمين الذين يداورون دوائر الخيال ويغوصون فيها مراوحين. وإننا ندرك أيضاً بأن مواجهة المستحيل هي محاولة اخضاع الواقع والتغلب على أسبابه، التي تحول دون مواصلة السير واتمام الأهداف .. فهكذا تكون إرادة الثائرين الحقيقيين الذين لا يعترفون بالمستحيل كأمر واقع، ولا بالواقع كأمر مستحيل، وهذا ما استقيناه من قائدنا ومعلمنا أبو علي مصطفى المثال، الذي صاغ مفهوم الحرية كحالة تستجيب للواقع وليس الانعطاف في قيدوه، عندما تكون الطرف الأضعف، وعندما يغدو عامل القوة هو المحدد الرئيسي في ترجيح ميزان العدالة في معادلة الحق، وليتحول نبراس وعي لأبناء شعبه الذين يؤمنون بأن الأهداف الكبرى وسبل تحقيقه هي أمور غير قابلة للمساومة أو التفاوض، وأن الموت وحده يمكن أن يكون الخيار الأخير دون ذلك. عائلة الشهيد ،،، اليوم تعاودنا الذكرى لنعود ونقف على أطلال الفقد، لا لنؤسي على من قضى، ولكن من أجل أن نستوي مرة أخرى على الطريق الذي سلكناه سويا، وأن نستعيد فينا ذاك الصوت الجماعي الذي تبدّل في ضوضاء خلافاتنا، التي ما انفكت توغل في التمادي والاتساع، لتصبح القاعدة الأساس في شكل علاقاتنا، نستذكر لكي نعاظم إرادة التشبث بما يجيزه الحق لنا، لكي تنحصر من النسيان أو يحيد عن أهدافنا الأساسية من أجل أن نمضي سويا ونرفع لواء نضالنا العادل والمشروع في الحق ونيل الحرية والاستقلال. المجد للشهداء.. وعاشت ذكرى أبو علي وكل من سبقه أو تبعه على هذا الدرب المقدس.. خالدة فينا أبداً وإننا حتماً لمنتصرون. الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، باسم رفاق فرع السجون . [/JUSTIFY]